JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
أحدث الموضوعات
الصفحة الرئيسية

الأزمة الإقتصادية العالمية بعين التحليل الفني على مؤشر داوجونز

الأزمة الإقتصادية العالمية بعين التحليل الفني على مؤشر داوجونز

الأزمة الإقتصادية العالمية المتوقعة.

مقدمة:

عندما تجتمع الآراء ويتحد الإعلام والفقهاء على قُرب حدوث أزمة إقتصادية عالمية. ويتم الترويج لها منذ عام ونصف العام تقريباً. ترتجف عندها القلوب، وتعصف المخاوف بالأذهان، والأوهام بالألباب، فترى المقلوب معدول والمعدول مقلوب! إنها أزمة إقتصادية عالمية يا سادة! موضوعة على طاولة المحللين الإقتصاديين والفنيين ويتم التحضير لها منذ عامٍ وزيادة!

كلٌ يُقدم لوجهة نظره دليل وبرهان، والبراهين في المكاتب موجودة، وفي الجرائد مفرودة، ليثبت هذا ويثبت ذاك أن هناك أزمة إقتصادية عالمية وشيكة، مقبلة على الأبواب! فمنهم من يدعو للحذر، ومنهم من ينتظر، ومنهم من يستجيب. ومنهم من له رأي آخر!!

تسعفني ذاكرتي الآن بإستدعاء بعض من تلك الصيحات المذعورة في عام 2017 والمنادية بالخروج من السوق المصري - البورصة المصرية - آنذاك، معللين طلباتهم بالخروج بقرب حدوث إنهيار في البورصات العالمية. واستندوا في براهينهم وأدلتهم على بعض النماذج الفنية - نموذج الوتد الصاعد Rising Wedge Pattern - ملتمسين فيها صدق النتائج. إلا أن الأمر لم يسرِ كما إشتهت أنفسهم، وخيب الواقع آمالهم وظنونهم، وتحول النموذج السلبي من نموذج عاكس للإتجاه إلى نموذج مكمل للإتجاه أو إستمراري، وانطلقت البورصة المصرية من مستوى 14500 إلى مستوى 18400 تقريباً كما يظهر على الرسم - شكل (1) - أي بزيادة 26.9% تقريباً، ثم كان بعدها الهبوط، في البورصة المصرية - فقط - من مستوى 18400!

شكل (1) - نموذج وتد صاعد على مؤشر البورصة المصرية
شكل (1) - نموذج وتد صاعد على مؤشر البورصة المصرية
ومثلما كان إستنادهم على نماذج فنية في 2017 يدعون بها إلى الخروج من البورصة المصرية - نموذج الوتد الصاعد Rising Wedge Pattern - يستندون اليوم على نفس النماذج الفنية في 2019 يدعون بها إلى الخروج أيضاً! والإختلاف الوحيد هنا انهم لا يتحدثون عن البورصة المصرية. إنما يتحدثون عن مؤشر داوجونز - كما سيتم توضيحه في المقال لاحقاً - لما لمؤشر داوجونز من تأثير قوي على البورصات العالمية.


ويرفقون بعض التقارير الإقتصادية العالمية التي تؤكد أو تتنبأ بقرب الهبوط الكبير في الإقتصاد العالمي لتكون أزمة عالمية جديدة كتلك الأزمة التي حدثت في 2008 بدعوى أنها دورة إقتصادية تتجدد كل عشرة سنوات، فقد آن الآن وقت تحقق هذه النبوءة، لكنهم يمدون عُمر الآماني بأقصى تقدير إلى 2020! هذا ما يقولون. أي أنهم كانوا ومازالوا يتوقعون هذه الهزة الإقتصادية العالمية منذ ثلاثة سنوات! ثلاثة سنوات يدرسون ويتوقعون ويخوفون ويرعبون المستثمرين في كل أنحاء العالم من أزمة إقتصادية عالمية قادمة!

إن آراء الخبراء والفقهاء الإقتصاديين بأي حال من الأحوال لا يمكن ولا ينبغي تجاهلها، بل بالعكس يجب إعمال العقل فيها، ودراستها، والنظر فيما وراءها من بُشريات لنتبعها أو مخاطر لنتجنبها ونعمل على أخذ الحيطة والحذر. لكن يبقى سؤال هنا، هل ظهرت علامات الأزمة الإقتصادية فعلاً وهي التي يتم التحذير منها من 2017؟ وإن كانت ظهرت من 2017 و 2018 فلماذا لم تظهر نتائجها رغم التأكيدات السابقة منذ 2017؟! ولماذا يتم الآن طرح بعض النماذج الفنية على مؤشر داوجونز للتأكيد على الأزمة الإقتصادية؟! هل فعلاً ظهرت إشارات الخروج على مؤشر داوجونز ليقولوا للعالم إن البورصات العالمية ستنهار؟! هذا ما نبحث عنه في هذا المقال.


لكن قبل الدخول في عرض الموضوع بإستخدام أدوات التحليل الفني للنظر في وضع مؤشر داوجونز الآن، أتذكر أنه قد تم تقديم بعض التقارير الفنية على مدونة عادل أنسي محمد، في عام 2017، وكانت تلك التقارير تعرض الأمر من وجهة نظر التحليل الفني، وكانت النتائج على الدوام مناهضة لتلك الدعوات السلبية، ومن هذه التقارير (البورصة المصرية تقفز لأعلى قمة في التاريخ) و (البورصة المصرية تحليل و تفصيل) و (المؤشر العام للبورصة المصرية و الهدف القادم .). وتم نشر هذه التقارير في أوج الدعوات بالخروج من البورصة المصرية من بعض المتابعين والمؤيدين لنظرية أو قاعدة الدورات الإقتصادية. وما إن إستدارت البورصة المصرية لتعطي إشارات الخروج في 2018، كانت مدونة عادل أنسي محمد، من أوائل من أعلنوا إشارات الخروج، بناء على قواعد التحليل الفني.

أشير هنا إلى أمر هام، وهو أن الدعوة بالإستمرار في البورصة المصرية بالصعود من 14500 إلى 18400 كانت دعوة مبنية على أسس وقواعد التحليل الفني، وكذلك كانت الدعوة للخروج من البورصة المصرية من بعد إعطاء إشارات الخروج في 2018، كانت دعوة مبنية على أسس وقواعد التحليل الفني أيضاً. تلك القواعد التي إذا أسيئ إستخدامها أو أسيئ العمل بها، تكون النتائج غير مُرضية. فهل ظهرت على مؤشر داوجونز إشارات الخروج التي تدعو إلى هذا القلق؟!

الآن نقوم بعرض تحليل فني لمؤشر داوجونز وعرض المخاوف التي تم طرحها على ساحات التحليل الفني، والتي ساهمت بشكل كبير في ترديد التحذيرات من هبوط البورصات العالمية من جديد. ويمكنك مشاهدة الفيديو المُرفق في أسفل المقال للمزيد من التوضيحات.

نظرة فنية على مؤشر داوجونز:

شكل (2) - الإنحرافات السلبية على مؤشر داوجونز.
شكل (2) - الإنحرافات السلبية على مؤشر داوجونز.
الصورة من موقع Investing
إن الإنحرافات السلبية (Negative Divergences) إذا ظهرت على أي من المؤشرات الفنية مثل مؤشر MACD أو مؤشر RSI تكن لها من الأهمية الفنية مكانة كبيرة. فهي غالباً ما تُنبئ بقرب ظهور عمليات هبوط أو تصحيح، وهذا العنصر من العناصر التي تستند إليه بعض التحليلات الفنية في محاولة إثبات قرب عملية التصحيح الهابط. والتصحيح الهابط المقصود، هو حركة تصحيحية ذات إتجاه هابط، تأتي بعد الإتجاه الصاعد الذي حققة مؤشر داوجونز بصعود مستمر منذ فبراير 2009! كما يتضح على الرسم المُرفق - شكل (2).
وفي محاولة لربط الإنحرافات السلبية (Negative Divergences) المتكونة على مؤشر داوجونز منذ يناير 2018 حتى الآن، ونتائجها المتوقعة، مع الإنحرافات السلبية (Negative Divergences) المتكونة على مؤشر داوجونز من 1997 حتى 2000 والتي عقبها هبوط كبير بدأ من من مستوى 11750 هبوطاً إلى مستوى 7197 بهبوط قارب 39% تقريباً، والذي إستغرق حوالي ثلاثة سنوات هبوط تقريباً (من 2000 إلى 2003)! رغم أن الإنحراف السلبي في الفترة بين 1997 و 2000 لم يكن إلا على مؤشر RSI فقط، ولم يشاركه مؤشر MACD فيه.

وبناء على الإنحرافات السلبية (Negative Divergences) الموجودة حالياً على مؤشر داوجونز على مؤشر MACD ومؤشر RSI، يُتوقع ظهور عملية هبوط قادمة. لكن هل ظهرت إشارات فنية أخرى تؤكد حدوث الهبوط؟ هذا ما نتناوله في الجزء القادم.

إن الإنحرافات السلبية (Negative Divergences) وحدها لا تكفي لاتخاذ القرار بالخروج، هي فقط ترفع رايات الحذر والترقب، لكنها لا تحدد وقت الخروج من الأسواق. لذلك تُستخدم أدوات أخرى من أدوات التحليل الفني، مثل خطوط الإتجاه، أو النماذج الفنية، أو غيرها من الأدوات التي تعطي إشارات خروج واضحة وقوية للخروج من الأسواق وليس للتوقع!ومن النماذج الفنية التي إذا وُجدت على الرسم البياني، تُرسم معها حالة من الترقب، والخوف، ولا مبالغة لو قلنا "الرعب" لدى المستثمرين الذين يستخدمون التحليل الفني في قراراتهم الإستثمارية في أسواق المال أو البورصة. وهذا النموذج هو نموذج الوتد الصاعد Rising Wedge Pattern لكن هنا تكمُن المشكلة! المشكلة في كيفية التعامل مع هذا النموذج أو أي نموذج فني. لا يمكن أن تتوقع أو تفترض لمجرد التوقع أو الإفتراض، كيف سيكون خروج السهم أو المؤشر محل الدراسة من داخل النموذج! هل تبني قرارك الإستثماري على فرضيات؟!!

وهذا تماماً ما حدث في 2017 في البورصة المصرية كما تم توضيحها أعلاه، وكما يتضح على شكل (1)، أغلب المحللين الفنيين في ذلك الوقت، لمجرد رؤيتهم نموذج الوتد الصاعد Rising Wedge Pattern مُتكون على الرسم البياني، صدرت فتواهم بالخروج من السوق لأنه نموذج إشتُهر عنه أنه نموذج سلبي، أو أن النسبة الكبرى لنتائجه تكون سلبية خاصة إذا جاء في نهاية إتجاه صاعد. مع العلم إن إحتمالية كسر النموذج في الإتجاه الهابط تكون في حدود 60%، أي أن هناك إحتمال 40% أن يكون الإختراق صاعد ويتحول النموذج من نموذج سلبي إلى نموذج إيجابي، وهذا ما كان في البورصة المصرية كما ذكر في مقدمة المقال.

وبالعودة إلى مؤشر داوجونز، كما يتضح على الرسم التالي - شكل (3) - تستطيع أن ترى نفس النموذج المرعب أو كما يطلقون عليه! وهو ليس كذلك! نموذج الوتد الصاعد Rising Wedge Pattern، لكن أنظر معي جيداً، هل ترى أي كسر سلبي للحد السفلي لهذا النموذج لتقول خروج؟ هل ترى أي إختراق إيجابي للحد العلوي للنموذج لتقول صعود؟ لا ترى هذا ولا ذاك، إنما ترى أن مؤشر داوجونز، يسير داخل خطين، كلاهما صاعد، في شكل يُسمى نموذج الوتد الصاعد Rising Wedge Pattern! ليس إلا.

شكل (3) نموذج وتد صاعد على مؤشر داوجونز.
شكل (3) نموذج وتد صاعد على مؤشر داوجونز.
الصورة من موقع Investing
صدق أو لا تصدق، أن مؤشر داوجونز في حالة الإغلاق أعلى من مستوى 27500 يتجه إلى هدف صاعد قد يصل إلى مستوى 33000، وعلى الجانب الآخر، إذا أغلق مؤشر داوجونز أسفل من مستوى 26000 قد يصل بعدها إلى مستوى 22000 ليكون هدف هابط. نموذج الوتد الصاعد Rising Wedge Pattern المرسوم على الرسم نموذج ضعيف، لأن حركة مؤشر داوجونز داخل النموذج بالكامل ولم يترك في ثلثه الأخير فراغ يسمح للمؤشر بالصعود أو بالهبوط بحركة سعرية واضحة. فإن أي هبوط أو صعود خلال شهرين سيكون سلوك طبيعي ليس له علاقة بالنموذج نفسه. لذلك لا أستطيع أن أبني قرار على نموذج لم يتكون بعد، فإن النماذج الفنية لا تتكون إلا بالإختراقات. تماماً مثل الجنين في بطن الأم، لا يُعترف به كطفل إلا بالخروج من بطن الأم.

الفيديو:


الاسمبريد إلكترونيرسالة