في أحد الغابات ذات يوم، وقف فأر أبيض على صخرة سوداء صغيرة، وظل يصيح في كل من في الغابة ويقول "لا تعبروا الجسر، سيأكلكم السبع"!!
وكان يفعل هكذا طوال كل موسم، يصيح فيهم بمثل ما قال ولا يسمع كلامه إلا قليل ممن في الغابة، يخافون أن يأكلهم السبع فيبيتون في الغابة ولا يأخذون نصيبهم من خيرات الضفة الأخرى!
والبعض الآخر يعبر الجسر ولا يخافون السبع ولا يعيرون الفأر إهتماماً، يعبرون في أمان، يلعبون، ويأكلون، ولا يأكلهم السبع، ويعودون إلى غابتهم سالمين.
ظل الفأر هكذا، مرات تتبعها مرات، مواسم تتبعها مواسم، وإذا حدثت حادثة وأكل "ثعلب" "كتكوت" يصيح فيهم الفأر ويقول "ألم أقل لكم أن السبع سيأكلكم!" إلا أن البعض يقول "إنه ليس سبع، والضحية كتكوت !!"
ويعاود الفأر صياحه من جديد كلما أكل ثعلب كتكوتاً! وتمر سنوات وسنوات، ومواسم، والفأر ينتظر ظهور السبع حتى يقول لمن في الغابة (ألم أقل لكم أن السبع سيأكلكم).
وبعد سنوات طويلة، وفي أحد الأيام بعدما شعر الفأر بالحرج واليأس من ظهور السبع، صعد على الصخرة كما كان يفعل، إلا أن هذه المرة كان الوضع مختلف، والكلام مختلف عن ذي قبل!
صعد الصخرة وهو نادم، اعتذر لكل من في الغابة واعترف بالخطأ الذي وقع فيه، وقال لهم "كنت أخاف عليكم من السبع، ولم يظهر السبع، ولم يكن هناك سبع على الضفة الأخرى!!".
إطمأن كل من في الغابة لما قاله الفأر أخيراً، وغفروا له ما قال سابقاً، وما ضيعه على البعض من السعي إلى الضفة الأخرى طوال السنوات السابقة، ثم عبروا الجسر جميعاً من جديد وهم يضحكون وكان الفأر يسبقهم، وما إن عبروا الجسر جميعاً إلا وظهر السبع وأكلهم جميعاً وبدأ وجبته بالفأر!